قبل أن تتاح لنا الفرصة لندرك تمامًا أن دورة الألعاب الأولمبية في باريس لعام 2024 قد بدأت، ومتابعة الرياضيين، والتعرف على إنجازاتهم، سيطر موضوع رئيسي واحد بالفعل على العالم: أجساد النساء.
وفي غضون أسبوع واحد فقط، بدأ الملايين في مختلف أنحاء العالم فجأة في تحديد من هو المؤهل كامرأة رياضية، وما الذي يُسمح لها بفعله، وكيف ينبغي لها أن تفعل ذلك، وكل هذا استناداً إلى وجهات نظرهم المحدودة والضيقة بشأن الأنوثة.
أصبح اثنان من الرياضيين المصريين في الآونة الأخيرة محور تكهنات وانتقادات شديدة، حيث تم التشكيك في قدراتهما الرياضية فقط بسبب حالتهما الإنجابية ووظائفهما الجسدية. واجهت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف أيضًا التمييز والتنمر عبر الإنترنت بسبب جسدها وسماتها الجسدية، حيث اتهمها العديد من الأفراد خطأً بأنها رجل.
المبارزة المصرية ندى حافظ مؤخرا أصبح فيروسيًا لمنافستها وهي حامل في شهرها السابع، مما أثار موجة من الانتقادات وردود الفعل العنيفة على قرارها بمواصلة المنافسة أثناء الحمل. وكذلك الملاكمة المصرية يمنى عياد تسبب ضجة من خلال استبعادها من حدث 54 كجم للسيدات لعدم استيفاء متطلبات الوزن.
لقد كشفت ردود الفعل والتعليقات عن قضية مجتمعية أعمق: جهل أوسع حول كيفية عمل أجساد النساء، فضلا عن الميل إلى استخدام هذه الهيئات كوسيلة لتقييم مواهبهن، وأدائهن، وأخلاقيات العمل.
وبدلاً من الاحتفال ببراعتهم الرياضية، تحول التركيز إلى التدقيق في بيولوجيتهم الشخصية، مما يكشف عن قضية أعمق تتعلق بالتحيز الجنسي في الساحة الرياضية.
مراقبة أجساد النساء
تعد مراقبة أجساد الرياضيات قضية طويلة الأمد ولا تزال موجودة حتى يومنا هذا. تاريخياً، كانت التمارين المكثفة يعتقد لتعريض خصوبة الشابات للخطر، مع افتراضات مضللة بأن الأعضاء التناسلية للمرأة تؤثر على التشريح، وعلم وظائف الأعضاء، والحركة.
الدراسات مرة واحدة ادعى يمكن أن تكون هذه التمارين ضارة بصحة المرأة، لكن هذه الادعاءات كانت كذلك تصدى مع حجج قوية بنفس القدر مفادها أن النشاط البدني أثناء فترة الحيض لم يكن آمنًا فحسب، بل كان مفيدًا أيضًا، وأن النساء الرياضيات يمكن أن يتمتعن بحمل صحي.