تم احتجاز وسام شعيب، طبيب أمراض النساء بمستشفى حكومي بكفر الدوار، لمدة أربعة أيام في إطار التحقيق في الانتهاكات الأخلاقية المزعومة بعد مشاركة تفاصيل سرية عن المريض في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي. ويأتي الاحتجاز بناء على أوامر من نيابة كفر الدوار بمحافظة البحيرة.
بدأ الجدل في وقت سابق من هذا الأسبوع عندما أصدرت شعيب مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تحدثت فيه عن مرضاها، زاعمة أن بعضهن خضعن لعمليات إجهاض، وأنهن متورطات في علاقات خارج نطاق الزواج، والخيانة الزوجية، وأكثر من ذلك.
ومع ضجة وسائل التواصل الاجتماعي ردا على الفيديو، فتحت هيئة النيابة الإدارية تحقيقا في تصرفات شعيب، وذلك عقب بلاغ قدمه مركز الإعلام والرصد إلى وحدة شؤون المرأة وحقوق الإنسان والإعاقة. واتهم التقرير شعيب بمناقشة قضايا حساسة تتعلق بنساء وفتيات في مقطع فيديو، وهي خطوة انتقدت على نطاق واسع باعتبارها انتهاكا لسرية المرضى وأخلاقيات الطب.
وفي الفيديو الذي أثار غضبا شعبيا، أشارت شعيب أيضا إلى قضية تتعلق بما أسمته “عقد زواج عرفي بخط اليد”، وعلقت قائلة: “الرجل مواليد 2004، والسيدة مواليد 1990.. وهي كبيرة في السن”. أن تكون أمه."
دفاع شعيب
وفي معرض تناوله لهذه الاتهامات، نفى شعيب الكشف عن أي معلومات خاصة بالمريض.
«شرعياً ودينياً، ووفقاً لمهنة الطب التي أقسمت على التمسك بها، لم أفشي أي أسرار للمريض. وأوضحت في متابعة: "لم أذكر اسم أي مريض أو رقم هاتفه أو عنوانه أو تفاصيله التعريفية".
وتم تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة سجلات المستشفى وفحص ملفات الأمراض النسائية وفحص سجلات الأطفال حديثي الولادة والتحقيق في عيادة شعيب الخاصة.
كما ردت نقابة الأطباء العامة بإصدار بيان أدانت فيه تصرفات شعيب. واتهمتها النقابة باستخدام لغة غير لائقة في الفيديو، معتبرة أنه “يشكل اعتداء على القيم والمبادئ الأسرية داخل المجتمع المصري”.
وشددت النقابة على أنه من المتوقع من الأطباء أن يكونوا قدوة، وأن يكونوا متمسكين بالمعايير الأخلاقية العالية، ويحافظوا على حقوق المرضى. وأضافت النقابة أن مخالفات ميثاق أخلاقيات المهنة التي تقتضي الصدق والنزاهة واحترام خصوصية المرضى تؤخذ على محمل الجد.
إذا أكد التحقيق وجود انتهاكات أخلاقية، فقد تواجه شعيب إجراءات تأديبية، بما في ذلك إزالتها من سجل النقابة، مما يمنعها فعليًا من ممارسة الطب.
وتسلط القضية الضوء على المخاوف المستمرة بشأن الحفاظ على المعايير الأخلاقية داخل المجتمع الطبي في مصر والتأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي على السلوك المهني. كما أنه يسلط الضوء على رد فعل الجمهور تجاه العلاقات الخاصة بين الناس، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة والخيارات التي تظل "من المحرمات".
