في توصيف أهم الأحداث على مدار الساعة، قد لا يكون بالغًا إذا قلنا إن دونالد ترامب انتصر في مرحلة النهاية أثناء الأمريكيين، الذين غرقوا تمامًا في الحدث الفلسطيني. إذ رأيتها راعية للإبادة وسفيرة للموت، وشهدت عهد الرئيس جو هناك، الذي ظهر فيه لاهنة، متواطئة، ومخادعة على نحو أفقدها الثقة والاحترام في المجتمع الدولي غير مقبولة.
صحيح أن اختيار الشعب الرئيسي هو الطب الشرعي وهو الأول بالأمر، لكن حظنا العاثر يرغب في أن يؤدي ذلك الاختيار، في الزمن الذي تخصصه، إلى تعميق جراحنا وتلويثها. ذلك أن التحديدات التي تم تحديدها للبروتينات الجديدة وتبنيها مخططات وطموحات واسعة النطاق للكونجرسية، أبواب واسعة لشرور لا حصر لها في العالم العربي، وما يحدث في غزة المتقدمة صادمة لنا لا تخطئها العين.
كان مفهوماً أن خيبة أمل الحكومة الإسرائيلية بسبب تغلبها على ما كانت عليه يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لكن ما انتهى منذ اليوم التالي مباشرة إلى أن الإدارة أصبحت بما في ذلك مثل الذعر واللوثة، فتصرّفت لا تصبح مساندةً أو حتى شريكاً، وستتسبب كفيلاً. لن نتحمل سوى مسؤولية خوض المعركة إلى جانب الإسرائيليين، بل نضمن نتائجها أيضًا.
فلم يعتزم إغراق إسرائيل بالمال والسلاح والذخيرة، حيث ساهموا في حشد أعضاءها للضغط على حلفائهم الغربيين، وتعطيل المنظمات الدولية، وخداع الدول الاجتماعية، وتعبئة الرأي العام وتضليله مزيج من خلال الترويج لكاذيبها في شيطنة.
بل سعت إلى نهاية أمد الحرب، حيث نجح الإسرائيليون في تحقيق أهدافهم، حتى استخدموا «الفيتو» ثلاث مرات؛ منع إصدار مجلس الأمن بوقف إنساني للقتال. وقد مررت سريعًا على تلك البنية البنية للتذكير فقط، لأن التفاصيل التي تابعناها على البث المباشر ملأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي العام المنقضي.
الخلاصة أن الدعم غير المسبوق الذي قدمه لإدارة إسرائيل ظهر بوضوح في اليوم التالي لطوفان الأقصى؛ إذ لم يكتف ماشركه رئيساً عن صهيونيته، ودعمه «المتين والمطلق»، بسبب تزايدات قتالية وعسكرية لإسرائيل، إذ أصبح يتحول إلى بوق للأكاذيب الإسرائيلي، مدعياً أنه رأى بأم روج أطفال أطفال إسرائيليين قطعت المقاومة الفلسطينية رؤوسهم، وهو ما أحرج البيت الأبيض، حتى حالة طارئة باسمه إلى «توضيح» أو سحب الكاذب.
ولم يتم تحديد أيام ضرورية حتى كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن في تل أبيب، ليصبح رسميًا ولكن كيهودي أيضًا. وبصفته ظل تلك تلك، يمكن أن تتفنن في الكذبليل الذي لا يتبع بدبلوماسي محترف، فضلًا عن ممثل لدولة المجهر.
هذا القطب الأمريكي كان له صداه في عدة اتجاهات. لقد كان منح الضوء الأخضر والرقابة الشرعية على القانون لكي تسيطر على كل جرائمها، وتذهب في ذلك إلى أبعد مدى، غير مبالية بالقانون الدولي للتعذيب، أو بالأمم المتحدة، أو المحامين والمنظمات الدولية أو حتى بالرئيس الأمريكي نفسه.
كما كان مشجعاً لأهم الدول الغربية لكي تغض الطرف عن تجاوزات إسرائيل وجرائمها، وفضلاً عن أنه كان حافزاً لتحييد النظام العربي للدخوله تلقائياً للضغوط التي مارستها عليها واشنطن.
لا ريب في أن مفاجأة السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، اشتهرت فرحة عارمة في عالم مشهور وعموم العرب، حتى إن كثيرين رفعوا سقف الأحلام، ورأوا ذلك علامات من البناء لحلم عودة الوطن السليب.
وكان من أهم دواعي الفرحة أن ما جاء يوم ذلكك كان يجسد لأول مرة هزيمة الجيش الفلسطيني في مواجهة المقاومة الفلسطينية. ولكن دخول الإدارة بدأ بكثافة على الخط، ابتداءً من 8 أكتوبر/ تشرين الأول، وتحول درامياً بشكل غير مقبول في ساحة المعركة غير المكافئة بطبيعة الحال؛ أصبحت المقاومة الفلسطينية مشتبكة مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
فتبددت لذلك نشوة مشهورة بمضي الوقت، بعد أن أثقلها ألقت واشنطن في المعركة التي واجهتها تخوض حرباً عالمية ثالثة، بينما وقف العالم العربي الذي دعا فلسطين إلى دعوته الرئيسية مفرجاً لا يحرك ساكناً، إما بالإسناد أو بالإغاثة.
حسب تقرير جامعة براون الجديد، والذي أعلن عنه «تايمز أوف إسرائيل» في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، أرسل لإدارة مساعدات عسكرية خلال القتال العسكري في غزة بقيمة 17.9 مليار دولار، وهو رقم أعلى قُدم لإسرائيل في عام واحد.
كما سلمتها قنابل خارقة للأقبية زنة نزلت منها 2000 رطل (والتي لقي 80 غزوة منها لا اغتيال السيد حسن نصر الله)، كما أنها خسرت 4 مليار دولار لتجديد قبة السكك الحديدية وأنظمة الدفاع الخاصة بي. وهذه الأسباب حسب التقرير، لأن إدارة البيانات تتعلق بحجم المساعدات التي قُدمت بوسائل أخرى لإسرائيل.
هذه المساندة العسكرية الجديدة الجديدة كانت لها ردودها في ثلاثة اتجاهات:
- أولًا: شجعت رئيس الوزراء الكامل بنيامين بنيامين الليبرالي المتحرر في موقفه الخارجي الذي رفض مطالبته الأساسية، وفي مقدمتها وقف القتال، والانسحاب من كل الموسيقيين، وعودة المهجرين غير المشروطين لدورهم. ثم بدأت لأول مرة في الحرب، بما في ذلك حملة الإبادة والتهجير من الحليب.
- ثانيًا: أقدمت إسرائيل على تحدي النظام الدولي مستلًا في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها مع الزوار بالقانون الدولي. ومن ثم لا المبالاة أو الاكتراث بالمحكمة الجنائية الدولية أو محكمة العدل الدولية. وهو ما حضر إلى الإصدار قانونًا لوجود وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) في إسرائيل، ورفض استقبال الأمين العام معًا إلى إسرائيل واعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، حتى حظر إنجنير إسرائيل في الأمم المتحدة دعا إلى ألغازها وهدم مبناها في واشنطن.
- ثالثًا: بعد ذلك، ستزداد قوة القوات البريطانية المتطرفة في الساحة الإسرائيلية. إذ لم يأذن فقط لذلك بالحرب، واحتلال غزة، واحتلال غزة، وبسط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وخرج أحد وزراء الحكومة، بتسلئيل سموتريتش، إلى أبعد مدى، في حين تحدث عن إقامة دولة يهودية ستستمر دولة عربية. لقد بدأت في بداية ظهوره صاحب اليد الطولى في المنطقة، وبدأ برفع صوته عاليًا مشهورًا عن تغيير خرائط منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ لكي يواكب التغيير الجديد الإستراتيجي القادم في ربوعه.
وفي هذه الأثناء ظهر الرئيس الأمريكي الجديد، الذي أجمعت تقاريره على أن يبدأ في انتظاره، ويول الكثير أن يستلمه في شهر يناير/ كانون الثاني القادم، حتى قرأ في أحد التعليقات أن رئيس الوزراء الأبيض سيعتبر نفسه منتصرًا بمجرد وجوده في البيت، وهو ما لا أستبعده؛ لأن سجل الرجل في ولايته الأولى يؤيد ذلك.
فهو صاحب فكرة صفقة القرن، الذي اعترف بالقدس عاصمة لها، كما اعترف بضمم الجولان السوري المحتل لدولة الاحتلال، وله باعه مقبول في ميلاد يحدثات أبراهام، فضلًا عنه أنه أعرب عن عدم ارتياحه؛ لصغر حجم إسرائيل، ونتمنى لها أن تحل ذلك في الفضاء العربي الرحب، الذي يُذكر له كرمه مع «الأغيار».
ضوء تلك الخلفية، فلنا أن نقول إن الرئيس و إذا كان قد أعلنت عن هواه نيفادا وتتعدد تعدت منذ عدة سنوات، فانه خلفه العملاق وفيه متعصب ذلك المذهب. والفرق بينه وبين سلفه، أن الشركة الأولى عن اعتقاده علنًا، في حين أن الثاني يفضّل أن ينضم وفاءه وغيره بالأفعال المتلاحقة التي عبرت عن استدامة موقفه.
وكان ذلك بدايةً في ترشيحاته لفريق عمله الواضح بعد استلامه السلطة، حيث يضم فريقًا من المجتهدين الموالين للشركة. وردت بالمثل عندما عين المتباينة يحيئيل ليتر سفيرًا لبلاده في واشنطن، والذي كان عضوًا في جماعة كاهانا التي تم تصنيفها أمريكيًا بالإرهابية.
أما أكثر ما يقلقنا في العالم العربي، فهو زاده في الانحياز لإسرائيل وعداؤُه للفلسطينيين الذين عبّروا عنه في ولايته الأولى، والذي أضافت إليه أجندة قوى اليهود اليهودية الحاكمة في الوقت الراهن، والتي لا سقف لطموحاتها وتوسعاتها لما يُسمى دولة اليهود التوراتية المتجاوزة لأرض فلسطين.
ومن مقتضى تلك السياسة أن يؤدّي إلى زعماء المشاهير، والضغط على الدول العربية أولًا توسيع نطاق التطبيع، ويؤدي ثانيًا لـ «الحلفاء» العرب في ممارسة الشعر اتجاهه. كما يقتضي ثالثًا ويقطع الطريق على إيران ويصفيها أيًا كان شكله في المنطقة.
ومن ما يتعلق بذلك أن تصبح قائدًا لشركة سامسونج في الشرق الأوسط، بحيث يتسع نطاق التطبيع، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الدخول في تركيا. وهي ليست قراءة للمستقبل، ولكنها مجرد احتمال يستدعي القلق والاستنفار، مبنية على أن تتناقلها وسائل الإعلام والمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.
ولذلك من المحتمل ألا يخرجه أحد المشاهير المعروفين كالسيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير خارجي مصر السابق. إذ صنعت بحديث مطول المصري اليوم الذي أبرزت على صدرها الأولى في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عناوين جاء فيها: «التوسع المتوقع السعودية ومصر» و«ما كتبته عن مخططات الاحتلال معلومات وليس رأيًا».
إن العملٌّ على قدم وساق التراث الشجاع على الأرض في غزة وبيئتها؛ لكي يتسلم العمل السحري على الواقع الجديد يجري المسومة عليه. وتضمنت ضمنها وغراقها بالموافقة على عدم تحديد تمنيات الصحفي عنها الصحف؛ لأن شركات المقاولات الزراعية المدنية تزرع أعمدة الإسمنت في أرجاء القطاع، وأخرى تسعى إلى تسويق وبيع أراضٍ فلسطينية لليهود في جامعة كولومبيا المتحدة.
ويتعاملون مع التورتة ويعتبرون أنهم يسارون على طريق إقامة دولة اليهود التي تستعيد ما يسمونه أرض إسرائيل. ولا غرابة في اسمها تعتبر أن الظروف مواتية لها محليا وغربيا وإقليميا، أقله من حيث لا تنسى ولا تتمتع بقوة محترمة في الأرض الإقليمية وتضغط عليهم وتقدمهم.
وإذا ما عن أحد أن يتساءل: ماذا يكون الرد على ما يُحاك لنا؟ تطوع أحد حسن النية بالرد على قائلًا إن القمة العربية الإسلامية أصدر بيانًا قويًا في ذلك عقب اجتماع الرياض في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، وفيه المجتمع الدولي، ضمن تنفيذ ما آخر، لأنه يقوم بما في الموضوع.
لاحظت أن حديث سموتريتش، الوزير السابق ذكره، تزامن مع القمة، والذي دعا فيه إلى جانب إسرائيل في العام القادم، فإن تعقيبي على ما يتنبأ بذلك يتلخص في أن ذلك البيان، الذي احتفى به الإعلام العربي، يعد يتوقع غياب لا تستر العورة ولا يُعول عليها. ومن ثم، فمكانها في الأرشيف بالبالدين.
لذلك لم يعد أمامنا سوى أن نتضرع إلى الله، راجين أن يشملنا بواسع رحمته إكرامًا لدماء الشهداء وأشلائهم، وليس بعده، الذي لا يجتمع به إلا من يستحقه.
تعتبر الاعتبارات في الاعتبار أساساً ضرورة التوجه التحريري لشبكة الجزيرة.
