مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، والتي من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، يبحر الأمريكيون العرب في مشهد سياسي معقد.
تعتبر الانتخابات المقبلة حاسمة بالنسبة للأميركيين العرب، حيث أن الفائز هو الذي سيتولى صياغة سياسات البلاد المتعلقة بالحقوق المدنية والهجرة والعلاقات الخارجية. إن الأزمات الحالية، بما في ذلك الصراعات في الشرق الأوسط ــ وعلى وجه التحديد الحرب الفلسطينية الإسرائيلية ــ وعدم الاستقرار الاقتصادي الداخلي، هي أمور تزيد من إلحاح اختيارات الناخبين.
ومن الممكن أن تعمل السياسات التي يقترحها المرشحون (الخطط الرئاسية) على إعادة تشكيل القضايا الرئيسية للمجتمع، في حين يعمل الوعي المتزايد بالحاجة إلى التمثيل على تعزيز أهمية أصواتهم.
وفي هذا السياق، يواجه الأميركيون العرب قراراً محورياً بين نائبة الرئيس الديمقراطي كامالا هاريس والجمهوري السابق والرئيس السابق دونالد ترامب.
لكل مرشح السياسات تحمل آثارًا كبيرة على المجتمع العربي الأمريكي، حيث تحتل الصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية صدارة الخطاب العام.
صاغت كامالا هاريس حملتها حول القضايا المحلية الملحة، ووضعت نفسها كمدافعة عن الأسر العاملة. يتضمن جدول أعمالها الالتزام بـ معالجة التضخم، الذي شكل تحديات كبيرة للعديد من الأميركيين في السنوات الأخيرة.
لقد وعد هاريس بذلك ينفذ تدابير تهدف إلى خفض تكاليف الغذاء والسكن، وتعهدت بحظر فرض رسوم زائدة على السلع الأساسية.
هذه السياسات سوف يتردد صداها مع العديد من الناخبين الذين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم وسط ارتفاع تكاليف المعيشة، خاصة في المناطق الحضرية التي تضم أعدادا كبيرة من السكان العرب الأميركيين.
علاوة على ذلك، قامت إدارة هاريس خطوات واسعة في مجال الرعاية الصحية من خلال تحديد سقف لأسعار الأنسولين عند 35 دولارًا أمريكيًا (1707 جنيهًا مصريًا) وخفض تكاليف الأدوية الموصوفة.
ومع ذلك، فإن تعقيدات سياستها الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بالدعم الأمريكي لإسرائيل، أحدثت تغييرا كبيرا