منذ صدور حكم المحكمة الجنائية الدولية أوامر الاعتقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، ومنظمة العفو الدولية نشرت تقريرا فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة في أواخر العام الماضي، أصبحت المؤتمرات الصحفية للحكومة الألمانية مشهداً مثيراً للاهتمام.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، عندما سُئل المتحدث الرسمي باسم الحكومة عن حكم المحكمة الجنائية الدولية، كان مراوغاً، ولكن في نهاية المطاف قال للصحفيين وأنه "يواجه صعوبة في تصور أننا سنقوم باعتقالات في ألمانيا على هذا الأساس".
وفي الشهر التالي، عندما سُئلوا عن تقرير منظمة العفو الدولية، كان المتحدثون الرسميون الألمان مراوغين بالمثل، حيث أوضح أحدهم في النهاية أن إسرائيل تعمل على الدفاع عن نفسها من حماس .
من الواضح أن ألمانيا لا تريد الوفاء بالتزاماتها كدولة موقعة على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما أنها لا تريد أن تطلق على الإبادة الجماعية الموثقة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني اسم "الإبادة الجماعية" التي تعرض لها الشعب الفلسطيني.
ولم تتوقع الحكومة الألمانية قط أن تتوصل المحكمة الجنائية الدولية إلى هذا الحكم، وبما أن المحكمة لم تعد تعمل فقط كأداة للمصالح الغربية، فإن الدولة تسعى جاهدة لإيجاد مخرج.
نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروزاليم ديسباتش
قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات موقع ميدل إيست آي الإخبارية
لقد سقط القناع الذي كان يرتديه من نصب نفسه مدافعاً مخلصاً وثابتاً عن القيم العالمية المفترضة للعدالة وحقوق الإنسان. إن ألمانيا، التي تسعد دائماً بتعليم الآخرين هذه القيم والأهمية الخاصة للقانون الدولي، تبدي موقفاً منافقاً، إن لم يكن ساخراً، تجاه هذا القانون ذاته والمحكمة الجنائية الدولية.
ولا يمكن حتى لحكم المحكمة الجنائية الدولية، ولا جرائم الإبادة الجماعية الموثقة بشكل شامل التي ارتكبها نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني الصهيوني، أن تمنع ألمانيا من اتباع استراتيجيتها المعتادة المتمثلة في الإنكار والرفض.
لا معضلة