لطالما كانت مصر جوهرة السياحة العالمية. إن جاذبية الأهرامات وعظمة نهر النيل وجمال البحر الأحمر تجعل منها وجهة مفضلة للملايين حول العالم.
ومع ذلك، في حين أن تاريخ مصر وعجائبها الطبيعية خالدة، يواجه قطاع السياحة فيها مشكلة حديثة للغاية - تيك توك. تمتلئ المنصة، إلى جانب Reddit ومنتديات وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، بالتعليقات السلبية من مؤثري السفر والسياح الذين ينظرون بشكل متزايد إلى مصر كوجهة يجب تجنبها.
على تطبيق تيك توك، تشكو مقاطع الفيديو واسعة الانتشار من أصحاب النفوذ في مجال السفر - والعديد منهم من النساء - من المضايقات والاحتيال والفوضى. يجيب المؤثرون بشكل متزايد على السؤال: "إلى أين لن تعود؟" بكلمة واحدة: مصر.
وصلت مقاطع الفيديو هذه إلى مئات الآلاف من الأشخاص، وسرعان ما شكلت تصورات مصر باعتبارها كابوسًا للسياح.
من المطار إلى الأهرامات، السائحون يشكون الفوضى
الشكاوى المرفوعة كبيرة. كثيرًا ما تُبلغ النساء عن تعرضهن للمضايقات في المواقع التاريخية مثل الأهرامات، حيث يتعرضن للترهيب من قبل البائعين و"المرشدين" العدوانيين الذين يقدمون المساعدة دون طلب، ثم يطالبون بالدفع بعد ذلك. الطرق المؤدية إلى المواقع الرئيسية، مثل تلك الموجودة في الجيزة، سيئة الإضاءة وخطيرة في الليل، وكثيرًا ما يعترض الزوار أفراد خارج بوابات الأهرامات والمواقع التاريخية الأخرى ويضغطون عليهم لقبول خدمات لم يطلبوها.
الائتمان: الشوارع المصرية
مطار القاهرة الدولي، الذي يمثل الانطباع الأول للعديد من السائحين عن مصر، هو هدف آخر متكرر للانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعرب بعض الزوار عن صدمتهم من هذه التجربة.
على سبيل المثال، يعتبر المبنى رقم 1، الذي تستخدمه شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة، قديما وفوضويا - حتى عند مقارنته بالمطارات في البلدان ذات الاقتصاد الاجتماعي والاقتصادي المماثل. ولا توجد إرشادات واضحة حول الوجهة التي يجب الذهاب إليها، مما يترك السائحين في حالة من التدافع والارتباك وإضاعة الوقت. ويشكو الكثيرون من الانتظار في الطابور عند مراقبة الجوازات، ليُقال لهم إن عليهم العودة إلى كشك بنك غير مميز للحصول على تأشيرة. العملية مرهقة ومحبطة.
علاوة على ذلك، لا تقبل بعض محطات المطارات سوى الدفع نقدًا بالدولار الأمريكي أو اليورو لسداد مدفوعات التأشيرة (أحيانًا دون إعادة أي مبلغ)، مما يضيف طبقة أخرى من الصعوبة للمسافرين الذين ليس لديهم العملة المناسبة في متناول اليد. ولا تنتهي التحديات عند هذا الحد: فعندما يغادر السائحون المطار، يتعين عليهم الانتظار في خط جمركي آخر لفحص الحقائب المحتملة (وهو أمر نادرا ما يحدث في المطارات الأخرى على مستوى العالم) ثم يقابلهم حشد من سيارات الأجرة وسائقي القطاع الخاص يطالبون بأشياء مبالغ فيها. الأسعار. يجب أن يكون النظام بأكمله أكثر بساطة، وأكثر وضوحًا، وأن يسمح باستخدام طرق الدفع الحديثة، مثل بطاقات الائتمان.
تجربة المغادرة مروعة تمامًا: فحوصات أمنية مرهقة متعددة (فحص حقيبتين على مسافة 20 مترًا قبل الوصول إلى منطقة مكتب تسجيل الوصول)، وطوابير طويلة فوضوية وغير منظمة، وإجراءات قديمة (مثل التفتيش بدلاً من استخدام الأجهزة الحديثة) أشكال التكنولوجيا الأمنية) تجعل عملية مرهقة ومربكة. الانطباع النهائي المقدم للزوار هو الانطباع الذي لا يتناسب مع تاريخ مصر الغني وجمالها.
لكن هذه القضية لا تقتصر على التحرش أو ضعف البنية التحتية والإجراءات. يشعر العديد من الزوار أنهم يتعرضون للاحتيال عند كل منعطف - سواء كان ذلك بسبب تقاضي مبالغ زائدة مقابل القيام بمهام بسيطة، أو مطالبتهم بالدفع مقابل استخدام الحمامات في المواقع التاريخية (نقدًا، لا أقل)، أو مواجهة مساومات عدوانية في البازارات وفي المواقع السياحية المحمية. كل هذا يساهم في تكوين تصور سلبي، وخطير في بعض الأحيان، لمصر كوجهة سياحية.
يجب معالجة تجربة مصر السياحية
وتبقى السياحة ركيزة حيوية للاقتصاد المصري، المساهمة بنحو 24 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. في عام 2023، أ كسر الرقم القياسي 14.9 مليون سائح زار مصر.
الائتمان: الشوارع المصرية
ورغم أن أرقام السياحة في مصر توصف بأنها ناجحة، إلا أنها تتضاءل مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة والعالم. اليونان التي تشبه مصر تعتبر من أقدم الحضارات في العالم،