ويقاتل حزب الله حالياً على جبهتين: مقاومة الجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه إدارة الضغوط السياسية والاجتماعية الداخلية داخل لبنان.
يوم الاثنين، سجل حزب الله ذروة في عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقها على الشمال، حيث أرسل ما يقرب من 250 قذيفة وعدة أسراب من الطائرات بدون طيار الهجومية باتجاه مناطق صفد وعكا وحيفا، حيث يتركز جزء كبير من سكان الشمال.
ويأتي هذا القصف المكثف بعد أكثر من شهر من بدء إسرائيل هجومها البري في الأول من أكتوبر/تشرين الأول. كما تزامنت مع 11 تشرين الثاني (نوفمبر) لحزب الله يوم الشهداءوهو احتفال سنوي لإحياء ذكرى من ماتوا في المعركة.
واحتفاء بهذه المناسبة، أقام المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف أمسية مؤتمر صحفي في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، التي دمرتها مئات الغارات الجوية الإسرائيلية.
وشق الصحفيون طريقهم بعناية عبر الأنقاض، وسط رائحة البارود والحرق، إلى مجمع سيد الشهداء، حيث كان زعيم حزب الله السابق حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في سبتمبر/أيلول، يخاطب الحشود في كثير من الأحيان.
نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروزاليم ديسباتش
قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات موقع ميدل إيست آي الإخبارية
كان تكثيف الضربات على إسرائيل والمؤتمر الصحفي الذي عقد في الضاحية، معقل حزب الله، بمثابة أعمال تحدي رمزية، حيث أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهدف النهائي لهذه الحرب هو "تغيير الواقع الاستراتيجي"من منطقة الشرق الأوسط.
وهذا الطموح الكبير سوف يتطلب، إذا تحقق، تدمير حزب الله ـ الذي يشكل حجر الزاوية في "محور المقاومة" ومصدر إلهام للحركات المناهضة لإسرائيل من العراق إلى اليمن إلى سوريا وغيرها.
ضربات ثقيلة
ومن خلال هذه الإجراءات الرمزية، يهدف حزب الله إلى أن يُظهر لأعدائه ومؤيديه، الذين اهتزوا بشدة من النكسات الأخيرة، أنه لا يزال صامدًا وملتزمًا بالقتال.
تعرض حزب الله لسلسلة من الضربات القوية منذ التفجيرات المنسقة