في مؤثرة عنوان وخلال قداس عيد الميلاد للأقباط الأرثوذكس، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة أمل وتضامن، مؤكدا أن "2025 ستكون أفضل من السنوات السابقة". وحضر الحفل، الذي أقيم في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، قادة دينيون ومسؤولون حكوميون ومصلون.
واعترف السيسي بتحديات السنوات الأخيرة لكنه أكد على أهمية المثابرة والقوة الجماعية. وأضاف: "قد يكون القلق مبررا، لكن من المهم أن نفهم الصورة الأكبر". وعكست كلماته التزاما عميقا بتعزيز الوحدة بين المصريين. وأضاف: «إن حبنا لبعضنا البعض هو أقوى درع لدينا»، مشدداً على قيمة التضامن الوطني.
كما احتفل خطاب الرئيس أيضًا بالروح الدائمة للمجتمع المسيحي في مصر. وقدم السيسي الثناء العميق على البابا تواضروس الثاني، زعيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ووصفه بأنه شخصية الصمود والإلهام.
ترأس البابا تواضروس الثاني القداس، الذي بدأ في السابعة مساءً، وجذب جماهير متنوعة إلى أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط. تقع الكاتدرائية في NAC، وترمز عظمة الكاتدرائية وأهميتها التاريخية إلى التزام مصر بالوئام الديني والشمولية.
وفي وقت سابق، أعرب السيسي عن تهانيه بعيد الميلاد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واصفا المناسبة بأنها شهادة على مبادئ مصر للتعايش. وكتب: "إن الاحتفال المشترك بميلاد يسوع المسيح يسلط الضوء على قيم الأمة الراسخة المتمثلة في التسامح والوحدة". وكان لرسالته صدى مع المواضيع الأوسع لقيادته: الإيمان والتعايش والرؤية المشتركة لمستقبل أكثر إشراقا.
وتميزت الاحتفالات بزيارات رفيعة المستوى للمقر البابوي في منطقة العباسية بالقاهرة، حيث استقبل البابا تواضروس الثاني المهنئين، بما في ذلك رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والإمام الأكبر للأزهر أحمد الطيب. وعكست التجمعات روح الحوار بين الأديان والصداقة الوطنية.
تعد كاتدرائية ميلاد المسيح، التي تم افتتاحها عام 2019، أكثر من مجرد أعجوبة معمارية. ويمتد على مساحة 15 فدانًا ويضم برجًا يبلغ ارتفاعه 60 مترًا، ويمثل منارة للأمل والوحدة. ويعزز دورها في استضافة المناسبات الدينية الهامة مكانتها باعتبارها حجر الزاوية في المشهد الديني في مصر.
بالنسبة للمسيحيين الأقباط الأرثوذكس في مصر، الذين يشكلون 90 بالمائة من السكان المسيحيين، فإن احتفال 7 يناير يتبع التقويم اليولياني. وفي الوقت نفسه، تحتفل الطوائف المسيحية الأصغر، بما في ذلك الكاثوليك والإنجيليين، بعيد الميلاد في 25 ديسمبر.
منذ عام 2003، تم الاعتراف بعيد الميلاد القبطي باعتباره عطلة رسمية، وهي لفتة تؤكد اعتراف الحكومة بالمساهمات الثقافية والروحية للمجتمع.
