وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف أعلن تم خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء 8 يناير، نظام شهادة البكالوريا المصرية الجديد، والذي سيحل محل نظام المدارس الثانوية التقليدي للطلاب الذين يبدأون الدراسة الثانوية العام المقبل.
وعرض الوزير الملامح الرئيسية للنظام الجديد، مؤكدا على التركيز على تنمية التفكير النقدي والمهارات الفكرية بدلا من الحفظ. سيقوم النظام بدمج المواضيع في مجالات مختلفة، مثل العلوم والأدب والفنون، ويقدم تقييمًا مستمرًا على مدار عامين بدلاً من الاختبارات النهائية في نهاية العام الدراسي.
وأضاف الوزير أن هذا النظام يتضمن أيضًا الاعتراف الدولي ويمنح الطلاب فرصتين لإجراء الامتحانات كل عام. ومع ذلك، لم يتم تحديد المكان الذي سيتم الاعتراف منه.
سيتم تقسيم نظام البكالوريا إلى مرحلتين. المرحلة الأولى، خلال السنة الأولى من المدرسة الثانوية، تشمل المواد الأساسية مثل اللغة العربية والدراسات الدينية والتاريخ والرياضيات والعلوم. لن يتم تضمين مواضيع إضافية مثل البرمجة وعلوم الكمبيوتر في النتيجة الإجمالية.
وفي السنة الثانية، سيتخصص الطلاب في أحد المسارات الأربعة: الطب وعلوم الحياة، أو الهندسة وعلوم الكمبيوتر، أو الأعمال، أو الأدب والفنون. سيكون لكل مسار موضوعاته المتخصصة مثل علم الأحياء أو الفيزياء أو المحاسبة أو علم النفس.
وفي السنة الثالثة، سيواصل الطلاب المواد التخصصية بمستوى متقدم، حيث تعقد الامتحانات في شهري مايو ويوليو لمواد السنة الثانية ويونيو وأغسطس لمواد السنة الثالثة. محاولة الاختبار الأولى مجانية، مع رسم قدره 500 جنيه مصري (9.88 دولار أمريكي) لكل محاولة لاحقة.
سيتم احتساب الدرجة النهائية لجميع المواد، ويمكن للطلاب إعادة الامتحانات في السنوات اللاحقة، مع تسجيل جميع المحاولات. يتوفر للطلاب أيضًا خيار دراسة مواد إضافية، والحد الأقصى لعدد السنوات لاستكمال المرحلة الرئيسية هو أربع سنوات.
وشهد الاجتماع الموافقة على النظام المقترح، ووجه رئيس الوزراء بتشكيل فريق عمل لمناقشة تفاصيل التنفيذ. وسيتم عرض النسخة النهائية من الخطة للمناقشة العامة قبل وضعها موضع التنفيذ.
في العام الماضي، تم إصلاح شهادة التعليم الثانوي العام في مصر كجزء من إصلاح التعليم بقيادة وزير التربية والتعليم الجديد محمد عبد اللطيف. وتضمنت التغييرات نظام درجات جديد، وإزالة بعض المواد، وإدخال مواد جديدة يتم احتسابها الآن ضمن الدرجات النهائية لطلاب المدارس الثانوية.
أثرت الإصلاحات في المقام الأول على المعلمين، حيث شهد الآلاف منهم حذف موادهم من حساب الدرجة النهائية، مما حد من فرصهم في كسب دخل إضافي من خلال الدروس الخصوصية.
في عام 2023، مصر في المرتبة احتلت المرتبة 79 في مؤشر المعرفة العالمي (GKI)، ارتفاعًا من المرتبة 83 في عام 2020. ويقيس مؤشر المعرفة العالمي، الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأداء المعرفي للدول. ورغم تحسن تصنيف مصر مع مرور الوقت، فإنه لا يزال منخفضا نسبيا، على الرغم من الإصلاحات الجارية في نظام التعليم.
الاختلافات بين نظام البكالوريا والثانوية عمّا
أحد أكبر التحولات التي سيدخلها نظام شهادة البكالوريا المصرية الجديد هو تكامل المواد. في ظل نظام الثانوية العامة الحالي، يدرس الطلاب موضوعات مثل العلوم والأدب بشكل منفصل، في حين يجمع النظام الجديد هذه المواد في دورة علوم واحدة متكاملة.
تغيير رئيسي آخر من نظام الثانوية العامة التقليدي هو التحول من التركيز بشكل كبير على الامتحانات النهائية في نهاية العام إلى نموذج التقييم المستمر في ظل نظام البكالوريا الجديد.
وبدلاً من الاعتماد على اختبار واحد في نهاية العام الدراسي، سيتم تقييم الطلاب على مدار عامين وسيكون لديهم خيار إعادة إجراء اختباراتهم لتحسين درجاتهم، مع تسجيل جميع محاولاتهم. ويهدف هذا النهج إلى تخفيف التوتر وتوفير رؤية أكثر شمولاً لتقدم الطلاب.
وستكون المحاولة الأولى أيضًا مجانية، والمحاولات اللاحقة خاضعة لرسوم. وهذا يوفر المزيد من المرونة وفرصة للتحسين مقارنة بالنظام القديم، حيث تقتصر إعادة إجراء الاختبارات عادةً على إطار زمني معين.
كما تم تصميم نظام البكالوريا الجديد ليكون معترفًا به دوليًا، مما سيفتح المزيد من الفرص العالمية للطلاب المصريين. ويعد هذا خروجًا عن نظام المدارس الثانوية التقليدي، الذي كان يركز في المقام الأول على التقييمات الوطنية.
